اقتربت أرمينيا وأذربيجان يوم الثلاثاء خطوة نحو تطبيع العلاقات بعد صراع مرير على الأراضي، حيث عمل الخبراء في كلا البلدين على ترسيم حدودهما وتم وضع أول علامة حدودية.

ويعمل البلدان على التوصل إلى معاهدة سلام بعد أن استعادت أذربيجان السيطرة الكاملة على مقاطعة كاراباخ التي كانت تحت سيطرة القوات العرقية الأرمنية منذ التسعينيات. وأدت حرب استمرت ستة أسابيع في عام 2020 إلى استعادة أذربيجان أجزاء كبيرة من المنطقة الانفصالية، وفي سبتمبر 2023، شنت القوات الأذربيجانية هجومًا خاطفًا أجبر السلطات الأرمينية في كاراباخ على الاستسلام في المفاوضات التي توسطت فيها القوات الروسية.

مجموعة الضحايا الأرمنية تطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في مزاعم الإبادة الجماعية

قبل عدة أيام، توصلت أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق بشأن شريط من الحدود يمر عبر أربع قرى أرمينية في مقاطعة تافوش، مما يعني أن أرمينيا سوف تتنازل عن بعض الأراضي لأذربيجان.

أعلنت السلطات الأرمينية والأذربيجانية يوم الثلاثاء عن تثبيت أول علامة حدودية. ولم يتضح على الفور أين تم وضعها بالضبط.

وفي أرمينيا، اندلعت الاحتجاجات، وأغلق المتظاهرون الطرق في المنطقة الشمالية الشرقية التي ستمر عبرها الحدود المقترحة. كما أقاموا حواجز على الطرق على طول طريقين رئيسيين في أماكن أخرى من البلاد، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى جورجيا المجاورة. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الأرمينية والروسية سيارات وشاحنات تصطف على جانبي الممرات الريفية بينما وقف المتظاهرون في مجموعات حولهم.

ومع ذلك، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن باكو ويريفان تقتربان من التوصل إلى تفاهم مشترك حول الشكل الذي قد يبدو عليه اتفاق السلام.

وقال علييف “نحن قريبون وربما أقرب من أي وقت مضى (من توقيع اتفاق السلام)”.

وفي الشهر الماضي، قال رئيس وزراء أرمينيا إن الدولة القوقازية بحاجة إلى تحديد الحدود بسرعة مع أذربيجان لتجنب جولة جديدة من الأعمال العدائية. قاوم العديد من سكان المناطق الحدودية في أرمينيا جهود ترسيم الحدود، معتبرين أنها تعديًا من جانب أذربيجان على المناطق التي يعتبرونها ملكًا لهم.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدأت روسيا سحب قواتها من كاراباخ، حيث تمركزت كقوات حفظ سلام بموجب هدنة توسطت فيها موسكو وأنهت حرب عام 2020.

وتشمل واجبات قوات حفظ السلام ضمان حرية المرور على الطريق الوحيد الذي يربط كاراباخ بأرمينيا. لكن أذربيجان بدأت في إغلاق الطريق أواخر عام 2022، بدعوى أن الأرمن يستخدمونه لشحن الأسلحة وتهريب المعادن، ولم تتدخل القوات الروسية.

وبعد أشهر من النقص الحاد في الغذاء والدواء في كاراباخ بسبب الحصار، شنت أذربيجان هجومها العام الماضي.

وبعد أن استعادت أذربيجان السيطرة الكاملة على كاراباخ، فرت الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم حوالي 120 ألف نسمة إلى أرمينيا، على الرغم من أن أذربيجان قالت إنها ترحب ببقائهم ووعدت بضمان حقوقهم الإنسانية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version