تقرير الجريدة السعودية
الرياض – لقد استقبلت هؤلاء الأطفال كما لو كانوا ملائكة أو حمام سلام. تقول أخصائية النطق واللغة السعودية أشواق القحطاني: “احتضنتهم وغمرتني الفرحة لرؤية نهاية معاناة هؤلاء الأطفال”.
وهي تعمل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) أثناء تنفيذ حملته الإنسانية من حيث إجراء عمليات الأطفال السوريين ضعاف السمع في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا. وشاركتها مشاعر الأمومة والرحمة أثناء احتضانها لهؤلاء الأطفال قبل خضوعها لعمليات زراعة القوقعة.
وفي حديثه لـ”العربية.نت” عن تلك التجربة، قال القحطاني: “واصلنا العمل لمدة 18 ساعة يومياً، حيث كان الطاقم الطبي يعمل بكل حب وشغف وسط الفرحة التي غمرت قلوب الأمهات بمجرد شعور أبنائهن تمت استعادة “السمع”. كانت المشاعر لا توصف، وكانت الاستقبالات تثلج الصدر، خاصة عندما بدأ الطفل بالاستماع لأول مرة. وكان الأطفال يبكون بمجرد سماعهم الأصوات، وكانت ردود أفعالهم مختلطة بين البكاء والدهشة والاستغراب. وأضافت أن شعورهم بالفرحة والإثارة كان عند تفعيل الجهاز، مشيرة إلى أن جميع عمليات زراعة القوقعة الصناعية الثلاثين كانت ناجحة.
وقال القحطاني إن جميع هؤلاء الأطفال سيصلون إلى درجة السمع الطبيعي، خاصة بعد مراحل معينة، فيما لا تزال المتابعة مستمرة من قسم السمع والتأهيل في مركز الملك سلمان للإغاثة. وقالت: “الاتصالات من جهتي ستستمر مع أخصائيي أمراض النطق واللغة الذين يعملون في نفس الموقع”.
يُذكر أن هذه المبادرة تأتي امتداداً للمشاريع الطبية التطوعية التي تقدمها المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة الشعوب والدول المحتاجة والمتضررة حول العالم. منذ بداية الحملة على المنطقة الحدودية السورية التركية، قام الفريق الطبي التطوعي في مركز الملك سلمان للإغاثة بفحص 638 فرداً وإجراء 30 عملية جراحية في مجال زراعة القوقعة، وكلها تكللت بالنجاح. وكانت جميع هذه العمليات النادرة هي الأولى من نوعها التي تتم في إطار المشاريع الطبية التطوعية، بالإضافة إلى 10 عمليات جراحية أخرى للأنف والأذن والحنجرة، إلى جانب توزيع 130 سماعة طبية، وبرامج المتابعة والتأهيل بعد العمليات. .
كما تنطلق هذه المبادرة من الدور الإنساني الرائد للمملكة العربية السعودية تجاه المجتمع الدولي في مختلف أنحاء العالم، ووعيها بأهمية هذا الدور في تخفيف معاناة الإنسانية، حتى يتمكن الفرد من أن يعيش حياة كريمة. وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، تأسس مركز الملك سلمان للإغاثة، ويعتمد عمله على مبادئ إنسانية سامية تقوم على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في مختلف أنحاء العالم.