بقلم الدكتور ناصر البقمي
لقد مرت ثماني سنوات على ولادة رؤية 2030، التي رسمت فجر حقبة جديدة مفعمة بالأمل لهذه الأرض المقدسة، ووفرت منارة تنير طريق المملكة العربية السعودية نحو مستقبل مزدهر وتنمية مستدامة، الرفاهية التي تعزز الحياة وتوسع فوائدها في جميع أنحاء المنطقة.
واليوم، أصبحت رؤية 2030 بمثابة خريطة طريق في منطقة تعاني من عدم الاستقرار وعدم اليقين بشأن مستقبلها.
وُلدت الرؤية في أرض آمنة ومستقرة، واحة خضراء تتمتع بوفرة الرزق وسط بيئة مليئة بالتحديات والتهديدات، وتضم إنجازات فكرية وثقافية واقتصادية وتنموية تكون بمثابة صمام الأمان للتغلب على الأزمات.
لقد شكلت منذ نشأتها أحد أكثر التحديات الملهمة التي واجهها كل شاب وامرأة في أمتنا، تحت قيادة ولي العهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان صاحب الرؤية الملهمة.
منذ لحظة انطلاقتها، مثلت رؤية 2030 حلماً للبعض ولغزاً للبعض الآخر.
لكن إيمان القيادة بمواطنيها سرعان ما حولها إلى طوق نجاة وسط موجات مضطربة وعنيفة من الصعوبات والتحديات، بما في ذلك أزمة كوفيد-19 التي اختبرت قدرة الرؤية على تجاوز الصعاب.
واليوم، تؤكد نجاحات رؤية 2030، الموثقة بالإحصائيات والتقرير الذي صدر بعد ثماني سنوات، أن المملكة لم تكن فحسب، بل وستظل، قوة مهمة في العالمين العربي والإسلامي، بفضل إرثها الراسخ. أهمية تاريخية وجغرافيا واسعة مع إمكانات هائلة.
إن المملكة قادرة تماماً على تسخير كافة طاقاتها ومواردها للمضي قدماً نحو المستقبل، مسلحة بالإيمان بالله، والثوابت الوطنية، والتقاليد العريقة، والتعليم والتحديث المستمر.
إن إنجازات رؤية 2030 كثيرة لا يمكن حصرها، لكن الإنجاز الأبرز هو التقدم الملحوظ في القطاع غير النفطي، وتشكيل مستقبل التنوع الاقتصادي الذي يستثمر في كل موارد الوطن وعقوله.
ويظهر ذلك من خلال المؤشرات الدولية التي تظهر أن اقتصاد المملكة العربية السعودية يعد من بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. وعلى الصعيد المحلي، كان أحد الإنجازات الرئيسية هو خفض معدلات البطالة، والاقتراب من هدف الرؤية قبل الموعد المحدد.
ورغم كل التحديات، فإن الجانب الأهم في الرؤية هو سعيها منذ البداية إلى تبني سياسات تصحيحية وهيكلية وتشريعية وتنموية.
علاوة على ذلك، فإنها لم تفصل عالم الأفكار عن التمويل، وتؤسس لقاعدة فلسفية قوية وأسس فكرية متينة، وتنفصل عن التطرف والفساد والمحسوبية، إلى جانب تحول رقمي مذهل لا مثيل له في المنطقة وفي أجزاء كثيرة من العالم.
ولهذا نحمد الله ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان.