تقرير الجريدة السعودية
بانجول، غامبيا — جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دعوة المملكة العربية السعودية لإعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاحها لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وترأس الأمير فيصل ممثلا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وفد المملكة في مؤتمر القمة الإسلامي الخامس عشر في بانجول، غامبيا، تحت شعار: “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة”.
وأعرب عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي في وقف الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وقال الأمير فيصل “إن القضية الفلسطينية ظلت أولوية لمنظمة التعاون الإسلامي منذ نشأتها”.
لقد كانت منظمة التعاون الإسلامي على الدوام صوت وضمير الأمة الإسلامية، تدافع عن الشعب الفلسطيني وتسعى جاهدة لإنهاء الظلم الذي يواجهه.
وجدد دعوة المملكة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة، وإعمال حقوق الفلسطينيين المشروعة، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير والدولة المستقلة.
“من المؤسف أن نشهد فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وقف الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة، والتي تصاعدت من خلال القصف العشوائي وتدمير المستشفيات والمدارس والملاجئ والبنية التحتية في غزة، مما خلف آلاف المدنيين الأبرياء، بما في ذلك الأطفال”. وقال الأمير فيصل: “النساء وكبار السن ضحايا”.
وأكد أن المملكة العربية السعودية عملت بلا كلل بالتعاون مع الدول الأخرى لحماية المدنيين وتقديم الإغاثة في فلسطين.
وشدد الأمير فيصل على جهود المملكة العربية السعودية خلال رئاستها السابقة لمنظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التعاون الإسلامي وتوحيد المواقف والرد بشكل إيجابي على التهديدات المشتركة.
اتخذت المملكة موقفاً قوياً ضد الأعمال الاستفزازية تجاه الرموز الإسلامية وتدنيس القرآن الكريم وأعمال الكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا.
وأضاف أن المملكة تواصل جهودها لتوحيد المسلمين وتعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي في حل النزاعات والأمن الإقليمي والعالمي.
وفيما يتعلق باليمن، أكد الأمير فيصل أهمية دعم جهود السلام من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يخفف معاناة الشعب اليمني ويدعم تطلعاته الاقتصادية والتنموية.
كما أكد على أهمية استقرار سوريا ووحدتها وأمنها، وجهود مكافحة الإرهاب والميليشيات المسلحة وتهريب المخدرات، وخلق بيئة آمنة لعودة اللاجئين السوريين.
وفيما يتعلق بالسودان أكد الوزير أهمية وحدة السودان وسيادته وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة لحماية موارد البلاد وتجنب مستقبل مظلم.
كما أكد على حق ليبيا في انتخاب حكومة وطنية موحدة تتمتع بالشرعية المحلية والدولية، وتضمن الأمن والاستقرار، وتحارب الانفلات الأمني والإرهاب، وتزيل الميليشيات والمرتزقة، مما يسمح لليبيا باستعادة دورها المؤثر في المنطقة العربية والإسلامية.
وجدد الأمير فيصل موقف المملكة العربية السعودية الثابت بشأن سيادة الصومال ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية وفقا للقانون الدولي.
وأعرب عن أمله في أن يسهم قرار مجلس الأمن الدولي برفع حظر الأسلحة عن الصومال في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في البلاد.
وشدد الوزير على ضرورة إعادة هيكلة وإصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ودعا إلى تسريع العمل الإسلامي المشترك مع إرادة سياسية جريئة لإصلاح المنظمة ووضعها ككيان حكومي دولي رائد، في المرتبة الثانية بعد الأمم المتحدة.