تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان من كل عام، بيوم الشيخ زايد للعمل الإنساني، تخليداً لذكرى الجهود الإنسانية التي بذلها الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي لمس حياة الناس في جميع أنحاء العالم.

خليج تايمز تحدثت مؤخرًا مع الكاتب البريطاني المقيم في دبي غرايم ويلسون، الذي عاش في البلاد لمدة 32 عامًا ومؤلف العديد من السير الذاتية لقادة العالم، بما في ذلك الكتاب الذي يحظى بتقدير كبير “زايد – الرجل الذي بنى أمة”.


أجرى ويلسون أبحاثًا مكثفة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وأعمال الشيخ زايد. وقال إن الشيخ زايد كان أحد أكبر المحسنين في التاريخ، ويقدر أن الأب المؤسس قد أثر في حياة مليار شخص في مجالات الصحة والتعليم والزراعة.

غرايم ويلسون

غرايم ويلسون

كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.




كما روى ويلسون بعض القصص غير المتداولة عن كرم الشيخ زايد، والتي وجدها من خلال بحثه في الوثائق الأرشيفية.

المساعدة في القضاء على مرض الجدري

في عام 1980 تم القضاء على مرض الجدري الذي يصيب الإنسان، لكن ما يجهله الكثيرون هو أن الشيخ زايد لعب دوراً حاسماً في القضاء عليه. وبحسب ويلسون: “لقد اكتشفنا رسالة في أرشيف الأمم المتحدة في جنيف موجهة إلى الشيخ زايد من الأمين العام للأمم المتحدة، يشكره على دعمه في القضاء على المرض. كما عثرنا على رسالة أخرى من السفارة البريطانية في جنيف”. وذكرت موريشيوس أن الشيخ زايد لم يقدم الدعم المركزي للأمم المتحدة فحسب، بل قام أيضًا بتوزيع الأموال على الدول الفردية لدعم برامج الجدري.

تبرعات لمرضى الجذام

وقبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، زار الشيخ زايد كراتشي. واستضافه الرئيس الباكستاني آنذاك ذو الفقار علي بوتو واصطحبه في نزهة في إحدى الحدائق. وأثناء سيرهم، صادفوا راهبة كاثوليكية معروفة لدى الرئيس الباكستاني بعملها مع مرضى الجذام في باكستان. الراهبة تحدثت مع الشيخ زايد عن جهودها في مكافحة الجذام.

وبعد يومين، تلقى الرئيس ذو الفقار علي بوتو اتصالا هاتفيا من الراهبة، التي أبلغته أن الشيخ زايد قد تبرع بما يكفي لتغطية تكاليف العمليات الجارية في كراتشي لمدة عام وجميع البرامج في باكستان.

مساعدة سريعة لضحايا الإعصار

في عام 1970، ضرب العالم أعنف إعصار استوائي تم تسجيله على الإطلاق، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ. تُعرف هذه المأساة باسم إعصار بهولا. في ذلك الوقت، كانت الأمم المتحدة تفتقر إلى نظام لجلب المساعدات من جميع أنحاء العالم، فأخذ الشيخ زايد على عاتقه دعم الدولة المتضررة. وطلب من ابنه الأكبر الشيخ خليفة جمع الطائرات والإمدادات لإرسالها إلى دكا. وفي غضون 24 ساعة، وصلت المساعدات التي قدمها الأب المؤسس الراحل إلى 10 ملايين نازح بنجلاديشي.

ووصف ويلسون الذي روى هذه القصة هذه اللفتة بأنها “الأولى من نوعها” في وقت لم يكن أحد يرسل مساعدات، ولم يكن هناك نظام لجمع المساعدات وإرسالها إلى أي دولة.

قيم الأب المؤسس

كان الأب المؤسس من أوائل الذين استجابوا للجفاف في جنوب أفريقيا في عام 1992. ووصفه ويلسون بأنه الرجل الذي “أطعم سريلانكا” في منتصف السبعينيات من خلال تكليفه بالقوارب في جميع أنحاء البلاد. وأدى ذلك إلى زيادة صيد الأسماك بنسبة 30 في المائة وجعل سري لانكا مصدرا عالميا للأسماك.

يصادف هذا العام الذكرى العشرين لرحيله. وأشار غرايم إلى أن الوالد المؤسس غرس قيم المساعدة وتقديم المساعدة في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أهمية توثيق إنجازات الشيخ زايد للأجيال القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version