تقرير الجريدة السعودية

منى – في كل عام، بينما يجتمع الملايين من الحجاج في منى لأداء طقوس رمي الجمرات المقدسة، لا يفكر سوى القليل في مصير عدد لا يحصى من الحصى التي يتم إلقاؤها على الأعمدة الشاهقة.

ومع ذلك، فإن رحلة هذه الأحجار الصغيرة هي عملية منسقة بدقة، وتجسد مزيجًا من التقاليد والخدمات اللوجستية الحديثة.

يوجد في قلب منطقة الجمرات نظام متطور مصمم للتعامل مع الأحجار المستخدمة في إحدى مناسك الحج المحورية. وبحسب أحد موظفي شركة كدانة المسؤولة عن صيانة المشاعر المقدسة، فإن العملية تبدأ فور انتهاء الحجاج من رمي الجمرات في الأيام الأول والثاني والثالث من الحج.

وداخل الأعجوبة المعمارية لمنشأة الجمرات التي تضم ثلاثة أعمدة وتمتد على أربعة طوابق بعمق يصل إلى 15 مترا، تنحدر الحصى. يقعون في الطابق السفلي، ويتجمعون في منطقة معينة حيث تبدأ المرحلة التالية من حياتهم. هنا، تقوم السيور الناقلة بجرف الحجارة، لتبدأ عملية تنظيف تتضمن الغربلة والغسل لإزالة الغبار والشوائب المتراكمة أثناء استخدامها المقدس.

وبمجرد تنقيتها، يتم نقل هذه الحصى إلى مرافق التخزين، في انتظار إعادة استخدامها أو التعامل معها بشكل مناسب بمجرد انتهاء موسم الحج. إن حجم الحجارة التي يتم إدارتها في كل موسم كبير، ويرتبط بشكل مباشر بعدد الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج، مما يدل على مهمة لوجستية ضخمة.

وفي مبادرة موازية تهدف إلى تعزيز تجربة حجاج بيت الله الحرام، قدمت هدية الحاج والمعتمر، بالتعاون مع شركة كدانة، خدمة جليلة.

وإدراكًا للتحديات المادية واللوجستية التي يواجهها الحجاج، قاموا بتوزيع أكثر من 83,411 كيسًا من الحصى عبر 300 نقطة على مسارات المشي في مزدلفة وجسر الجمرات. ويضمن هذا التوزيع الاستراتيجي حصول كل حاج بسهولة على الحصى اللازمة للشعيرة، وبالتالي تخفيف حملهم والسماح لهم بالتركيز أكثر على الجانب الروحي لرحلتهم.

إن الإدارة الدقيقة لحصوات الجمرات وإعادة تدويرها هي شهادة على التكامل السلس بين التقاليد والحداثة، مما يضمن الحفاظ على النقاء الروحي للحج مع مواجهة التحديات البيئية واللوجستية. إن هذا الجهد الذي يتم من وراء الكواليس لا يحافظ على قدسية الطقوس فحسب، بل يعكس أيضًا الاحترام العميق والرعاية التي يكنها أمناء الأماكن المقدسة لكل جانب من جوانب هذا الحج المقدس.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version