يتطلب مشروع المقاولات الناجح التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق الهدف المشترك لأصحاب المصلحة، سواء كانوا أصحاب القطاع العام أو الخاص، أو المقاولين، أو المستشارين القانونيين، أو المهندسين، بدءاً من مراحل التخطيط مروراً باتخاذ القرار والتنفيذ وحتى تسليم المشروع.
يجب أن يتحمل كل صاحب مصلحة مسؤوليات محددة لتعزيز الإنتاجية والوعي بمهام المشروع، مما يؤدي إلى تقليل النزاعات.
يعد قطاع البناء والتشييد، بما في ذلك البناء والبنية التحتية، مجالًا معماريًا معقدًا يتعاون فيه المهندسون وشركات المقاولات على الرغم من اختلاف الأهداف الربحية والقدرات والمواهب والمهارات والخبرات، بهدف إنجاز المشروع في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية ووفقًا لمعايير الجودة. يحددها المالك أو أصحاب المصلحة.
غالبًا ما تؤدي الاختلافات في المهارات والمسؤوليات والتصورات والمفاهيم ومستويات المعرفة والخبرة بين المقاولين والاستشاريين والمهندسين، إلى جانب سوء الإدارة، إلى نزاعات يجب حلها وديًا لتجنب تأخير المشروع.
في حين أن النزاعات أمر لا مفر منه بسبب الطبيعة المتغيرة والمعقدة لصناعة البناء والتشييد، إلا أنه يمكن تخفيفها من خلال تدابير استباقية لحل سريع، واللجوء في بعض الأحيان إلى التحكيم للحصول على خبرة متخصصة في مثل هذه الأمور، حيث أن التحكيم مناسب فقط للقضايا في المشاريع الكبرى.
إن النجاح في تحديد المخاطر وإدارتها وتخصيصها في المراحل الأولى للمشروع أمر بالغ الأهمية لنجاحه، بدءاً باختيار طريقة التخصيص المالي المناسبة بناءً على متطلبات المشروع وأهدافه، يليها إعداد وثائق المناقصة التي تحتوي على معايير الجودة المناسبة.
تشمل الأخطاء الشائعة أساليب التخصيص المالي التي غالبًا ما تقيد المساهمات المبكرة للمقاولين وإمدادات المشروع، ومع ذلك يمكن أن تساعد هذه الممارسات في تجنب النزاعات المستقبلية. يجب إعداد وثائق العقد وتوقيعها بعد التشاور مع جميع أصحاب المصلحة والأطراف ذات الصلة، مع تجنب المحامين والمهندسين معًا التعقيدات غير الضرورية.
تتطلب إدارة العقود فهماً شاملاً لالتزامات الأطراف ومسؤولياتهم، والتوصية بمراجعة العقود من قبل متخصص في عقود المقاولات، خاصة للمشاريع الكبيرة مثل محطات الطاقة ومصافي النفط ومصانع البتروكيماويات. وبصرف النظر عن النزاعات، هناك جانب آخر لا مفر منه في مشاريع البناء وهو أوامر التغيير. من الضروري أن يحدد العقد من يمكنه إصدار أوامر التغيير وقناة الاتصال. على سبيل المثال، يجب أن تكون أوامر التغيير مكتوبة وصادرة إلى المقاول من قبل المالك أو الاستشاري أو مدير العقد.
إدارة التغيير الفعالة هي حجر الزاوية في أي مشروع ناجح. تعتبر التصاميم غير المكتملة سببًا شائعًا آخر للنزاعات في مشاريع البناء. غالبًا ما يؤدي التصميم غير المكتمل أو الأخطاء داخل التصميم إلى تغييرات تؤدي إلى تأخيرات واضطرابات وتكاليف إضافية. ويُنصح بعدم المضي قدماً في مرحلة البناء حتى يتم الانتهاء من التصميم الشامل والدقيق والموافقة عليه من جميع الأطراف.
يجب على الأطراف الاحتفاظ بسجلات جيدة لأنه في حالة حدوث نزاعات، فإن هذه السجلات وجميع وثائق المشروع ليست ضرورية لإثبات الاستحقاق فحسب، بل تساعد أيضًا في حل النزاعات أثناء المفاوضات. من المهم ملاحظة أنه عادةً ما يكون الفريق الذي لديه سجلات ومستندات كاملة أكثر عرضة للفوز بالنزاعات، مما يزيد من التأكيد على أهميتها لتحقيق نتائج ناجحة. وفي الختام فإن مفتاح نجاح مشاريع المقاولات يكمن في الحصول على الأسس القانونية والهندسية الصحيحة منذ البداية.