تقرير الجريدة السعودية
مينا — توافد الحجاج، الذين بقوا في مزدلفة، إلى منى، صباح اليوم الأحد، لأداء أربع مناسك الحج الرئيسية. بقلوب ملؤها الفرح والسرور بأداء مناسك الوقوف بعرفات، أعلى نقطة في رحلة الحج السنوية، يوم السبت، انطلقت جموع الحجاج في رجم رمزي للشيطان تحت حرارة الصيف المرتفعة. وتمثل هذه الطقوس آخر أيام الحج وبدء احتفالات عيد الأضحى للمسلمين حول العالم يوم الأحد 10 ذي الحجة، والذي يُعرف أيضًا باسم يوم النهر أو يوم النحر.
وتوجهت، صباح الأحد، جموع من الحجاج سيرا على الأقدام إلى مناطق رمي الجمرات. وشوهد البعض وهم يدفعون الحجاج المعاقين على الكراسي المتحركة على طريق متعدد المسارات يؤدي إلى المجمع الذي يضم الأعمدة الكبيرة. وشوهد معظم الحجاج وهم يعانون من الحرارة الشديدة ويحملون المظلات لحمايتهم من شمس الصيف الحارقة.
وبعد وصولهم إلى منى، رموا جمرة العقبة ثم عادوا إلى معسكراتهم في مدينة الخيام ليأخذوا قسطاً من الراحة قبل مواصلة أداء المناسك الأخرى. وبعد غروب شمس يوم السبت، خرج الحجاج من عرفات، وانطلقوا نحو مزدلفة، بطريقة منظمة وهادئة ووقار، وهم يكثرون من التلبية. واكتملت حركة الحجاج وسط خدمات متكاملة أعدتها الحكومة السعودية لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وعند وصولهم إلى مزدلفة صلوا المغرب ثلاثا، والعشاء ركعتين وقت العشاء جمعا وقصرا، اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وباتوا بمزدلفة ثم توجهوا إلى منى بعد أداء صلاة الفجر.
وعند وصول الحجاج إلى منى، رميوا جمرة العقبة (أكبر عمود يرمز إلى الشيطان)، اتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. واستخدموا سبع حصى في طقوس الرجم. وكانت حركة الحجاج لرمي جمرة العقبة سلسة ومنظمة ومرنة على أرضيات مجمع جسر الجمرات العملاق مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية. عند وصولهم إلى الجمرات، توقفوا عن التلبية وبدأوا في قراءة التكبير (الله أكبر) أثناء قيامهم بأداء طقوس الرجم.
ويمكن لحوالي 300 ألف حاج أداء رمي الجمرات في المنشأة خلال ساعة واحدة. كافة الأجهزة الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والدفاع المدني متواجدة بشكل جيد على جسر الجمرات. وشوهد رجال الأمن وهم ينظمون حركة الحجاج في منطقة الرمي الشاسعة في مجمع الجمرات متعدد المستويات وعلى مداخله ومخارجه. إن الطلاء العازل للحرارة لمسارات المشاة في منى المؤدية إلى جسر الجمرات يمنح الحجاج بعض الراحة تحت أشعة الشمس الحارقة.
عززت المديرية العامة للدفاع المدني استعداداتها في كافة أنحاء منشأة الجمرات والمناطق المحيطة بها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. وأكدت المديرية جاهزيتها بفرق ووحدات منتشرة في أروقة الجسر والمداخل الرئيسية مدعمة بقوى بشرية وتجهيزات فنية في مواقع محددة لتقديم خدمات الدفاع المدني والخدمات الإنسانية. تم ترتيب حركة الحجاج من وإلى جسر الجمرات بما يتماشى مع الجدول الزمني المخطط له مسبقًا.
بعد أداء مناسك الرجم، كان الحجاج يذبحون الحيوانات، وبذلك حصلوا على خروج جزئي (التحلل الأول) من حالة الإحرام بالحلق أو التقصير للرجال بينما تقوم النساء بقص طول أنملة من خصلة من الشعر. ثم عادوا إلى الملابس العادية من الإحرام. ثم توجه الحجاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة والسعي (شعيرة الجري بين الصفا والمروة)، وهما ركنان آخران من أركان الحج. ولا يحتاج الحجاج الذين سعى مع طواف القدوم إلى القيام به مرة أخرى.
ومع أداء الطواف والسعي يخرج الحاج من حالة الإحرام تماماً. في اليومين أو الثلاثة أيام المتبقية من الحج، والمعروفة باسم أيام التشريق أو أيام التشريق، فإن الشعائر الوحيدة التي يجب أداؤها هي رمي الجمرات الثلاث (الجمارة الصغرى، والجمرة الوسطى، وجمرة العقبة). سبع مرات بعد المبيت في منى.
وأدى أكثر من 1.83 مليون حاج مناسك الحج هذا العام. وقد بلغ إجمالي عدد الحجاج الذين قدموا من داخل المملكة وخارجها لأداء فريضة الحج السنوية 1,833,164 حاجاً، منهم 1,611,310 حاجاً أجنبياً، و221,854 حاجاً داخلياً من المواطنين والمقيمين.