تقرير الجريدة السعودية
مكة المكرمة – يمكن تهدئة ما لا يمكن تعويضه والذي لا يقدر بثمن من خلال جرعات الصبر التي تمنحها الرحلة إلى الحرم الشريف. وينعكس ذلك على كلام “الحاج صادق” وهو يشاركه حزنه وحزنه على فقدان أخيه الذي جاء إلى مكة متكئا على كتفه لكنه عاد من دونه.
الحاج صادق يتذكر وصولهم إلى الحرم لأداء العمرة. وبعد الانتهاء من طواف القدوم والسعي بين الصفا والمروة، وحالما اعتكفوا على سريرهم في الفندق، شعر شقيقه بضيق في التنفس. قبل أن يتمكن من الحصول على تقييم طبي، توفي.
على الرغم من الحزن الشديد، يشعر صادق أن نعمة الله هي التي منحت لأخيه فرصة الموت في الحرم. وهو يعتز بذكرى أداء فريضة الحج معًا وزيارة المدينة المنورة. وعلى الرغم من المأساة، فإن وفاة شقيقه ودفنه في مقبرة المعلا تعزية له. ومهما كان الحزن قويا فإن قدسية المكان توفر الراحة وتبدد الحزن.
كثيرًا ما يحلم صادق بأخيه، ويتصوره في مكان أكثر سعادة وأفضل. يتذكر الجماعة الغفيرة التي كانت تصلي على أخيه في الحرم والدعاء المستمر له. ونذر أن يرعى أبناء أخيه، ويجتهد في الحج عنهم، ويجد عزاءه في هذا الالتزام ما بقي على قيد الحياة.
ويعود الحاج صادق إلى الحج هذا العام لزيارة قبر أخيه في مقبرة المعلا الواقعة شمال الحرم. وكل زيارة لفندقهم تحيي ذكرى أخيه، ويواصل الدعاء له خلال الطقوس، مما يضاعف صبره على مواجهة الخسارة.
ولئن كانت قصة الصادق لافتة للنظر، فهي واحدة من بين آلاف عبر العصور، وجدت في مكة ومقدساتها بلسمًا للجراح وعزاءً روحيًا للأحزان. وتبقى كما أراد الله “مرجعاً للناس وملجأً” للأرواح قبل الأجساد.